السؤال :
يَقُولُ اللهُ تعالى في سُورَةِ الحَجِّ مُبَيِّنًا أَحْكَامَ الهَدْيِ في الحَجِّ: ﴿فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾. فَمَنْ هُوَ القَانِعُ وَالمُعْتَرُّ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10895
 2021-01-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾. المَقْصُودُ بِالبُدْنِ جَمْعُ بَدَنَةٍ، تُطْلَقُ عَلَى الإِبِلِ لِبَدَانَتِهَا وَسِمَنِهَا وضَخَامَتِهَا، وَهِيَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

قَوْلُهُ تعالى: ﴿لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ﴾. يَعْنِي فِيهَا نَفْعٌ في الدُّنْيَا، وَثَوَابٌ في العُقْبَى.

﴿فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ﴾: يَعْنِي عِنْدَ نَحْرِهَا ﴿صَوَافَّ﴾: يَعْنِي قِيَامًا عَلَى ثَلَاثَةِ قَوَائِمَ قَدْ صُفَّتْ رِجْلَاهَا وَيَدُهَا اليُمْنَى، وَالأُخْرَى مَعْقُولَةٌ فَيَنْحَرُهَا.

قَوْلُهُ تعالى: ﴿فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا﴾: أَيْ: سَقَطَتْ عَلَى الأَرْضِ ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾. القَانِعُ مِنَ القَنَاعَةِ، وَهُوَ الفَقِيرُ الرَّاضِي الذي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا.

أَمَّا المُعْتَرُّ: فَهُوَ الذي يَكْشِفُ فَقْرَهُ وَلَا يَسْتْرُهُ، وَيَطْلُبُ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَمْتَنِعُ عَنِ السُّؤَالِ، وَقَدَّمَ عَلَيْهِمَا أَكْلَهُ هُوَ لِكَيْلَا يَحْسَبَ النَّاسُ أَنَّهُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالقَانِعُ هُوَ مَنْ يَقْنَعُ، وَهُوَ المُحْتَاجُ الفَقِيرُ الذي لَا يَسْأَلُ، قَالَ تعالى: ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ﴾. وَهُوَ إِذَا أَعْطَيْتَهُ القَلِيلَ شَكَرَ، وَإِذَا أَعْطَيْتَهُ الكَثِيرَ شَكَرَ، وَلَا يَسْأَلُ.

أَمَّا المُعْتَرُّ: فَهُوَ الذي يَسْأَلُ غَيْرَهُ لِيُعْطِيَهُ، يُقَالُ: فُلَانٌ يَعْتَرِي الأَغْنِيَاءَ؛ أَيْ: يَذْهَبُ إِلَيْهِمْ طَالِبًا عَطَاءَهُمْ. هذا، والله تعالى أعلم.