السؤال :
شَعَرْتُ بِأَنَّ ابْنَتِي لَهَا عَلَاقَةٌ مَعَ بَعْضِ الشَّبَابِ، عَنْ طَرِيقِ الجَوَّالِ، فَمَاذَا أَفْعَلُ مَعَهَا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10103
 2019-12-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: إِنْ صَحَّ هَذَا القَوْلُ، فَقَدْ عَرَّضَتِ ابْنَتُكِ نَفْسَهَا لِسَبِيلِ الغِوَايَةِ، وَأَرَى أَنَّكِ مَعَ زَوْجِكِ تَتَحَمَّلَانِ مَسْؤُولِيَّةَ هَذِهِ البِنْتِ التي كَانَ مِنَ الوَاجِبِ عَلَيْكُمَا أَنْ تُرَبِّيَانِهَا عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَمَا فَعَلَ سَيِّدُنَا لُقْمَانُ عِنْدَمَا قَالَ لِوَلَدِهِ: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾.

كَمَا رَبَّى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَهْلَهُ وَأَصْحَابَهُ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَو اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» رواه الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

أَيْنَ تَرْبِيَةُ أَبْنَائِنَا عَلَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾. وَعَلَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبَاً﴾ . وَعَلَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾؟

ثانياً: وَاجِبٌ عَلَيْكِ شَرْعَاً أَنْ تُذَكِّرِيهَا بِاللهِ تعالى، وَتُحَذِّرِيهَا مِنْ نَتَائِجِ هَذِهِ العَلَاقَاتِ الوَخِيمَةِ، وَحَذِّرِيهَا مِنَ الفَضِيْحَةِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، بِأُسْلُوبٍ حَكِيمٍ.

ثالثاً: يَجِبُ عَلَيْكِ إِعْلَامُ زَوْجِكِ بِذَلِكَ، وَالتَّعَاوُنُ مَعَهُ عَلَى إِنْقَاذِهَا مِمَّا هِيَ فِيهِ، مَعَ كَثْرَةِ الدُّعَاءِ لَهَا.

وَأَخِيرَاً: زَوِّجُوهَا، وَلَا تَتَأَخَّرُوا في زَوَاجِهَا. هذا، والله تعالى أعلم.