السؤال :
إِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَسْتَقْرِضُ قُرُوضَاً رِبَوِيَّةً، وَأَرَادَ شِرَاءَ سِلْعَةٍ مِنْ عِنْدِي، فَهَلْ مِنْ حَرَجٍ عَلَيَّ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10119
 2020-01-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالمُرَابِي مُهَدَّدٌ بِالمَحْقِ، وَذَلِكَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا﴾. وَقَدْ أَعْلَنَ اللهُ تعالى الحَرْبَ عَلَيْهِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾.

وَالمُرَابِي مَلْعُونٌ، روى الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ. وَقَالَ: «هُمْ سَوَاءٌ». هذا أولاً.

ثانياً: الذي يَسْتَقْرِضُ قُرُوضَاً رِبَوِيَّةً هُوَ مُطْعِمٌ للرِّبَا، وَلَيْسَ آكِلَاً، وَهُوَ مَشْمُولٌ بِاللَّعْنَةِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، لِأَنَّهُ مُعِينٌ عَلَى أَكْلِ الأَمْوَالِ بِغَيْرِ حَقٍّ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَمِنْ حَيْثُ الفَتْوَى لَا حَرَجَ في بَيْعِ الإِنْسَانِ السِّلْعَةَ مِمَّنْ يَسْتَقْرِضُ القُرُوضَ الرِّبَوِيَّةَ، وَلَكِنْ مِنْ حَيْثُ التَّقْوَى وَالوَرَعُ أَنْصَحُهُ بِعَدَمِ التَّعَامُلِ مَعَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.