السؤال :
فَتَاةٌ تَعَلَّقَتْ بِشَابٍّ عِنْدَهُ زَلَّاتٌ كَبِيرَةٌ، وَهِيَ تُعَالِجُ زَلَّاتِهِ رَجَاءَ أَنْ يَسْتَقِيمَ حَالُهُ، حَتَّى تَتَزَوَّجَ مِنْهُ، فَهَلْ مِنْ حَرَجٍ في ذَلِكَ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10127
 2020-01-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ».

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ».

وَهَذَا التَّوْجِيهُ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِ سَلَامَةِ الأُسْرَةِ، وَسَلَامَةِ النَّشْءِ، لِأَنَّ الأَبَوَيْنِ إِنْ لَمْ يَكُونَا صَالِحَيْنِ، فَكَيْفَ يُرَبِّيَانِ الذُّرِّيَّةَ، فَالعَبْدُ لَا يَكُونُ مُصْلِحَاً إِلَّا إِذَا كَانَ صَالِحَاً.

ثانياً: هَذِهِ العَلَاقَةُ بَيْنَ الفَتَاةِ وَالشَّابِّ عَلَاقَةٌ غَيْرُ شَرْعِيَّةٍ، وَهِيَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ تَلَاعُبِ الشَّيْطَانِ بَيْنَهُمَا، وَقَدْ حَذَّرَنَا اللهُ تعالى مِنْ مُتَابَعَة خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ، قَالَ تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَيَجِبُ عَلَى هَذِهِ الفَتَاةِ أَنْ تَقْطَعَ الصِّلَةَ مَعَ هَذَا الشَّابِّ، وَتَتُوبَ إلى اللهِ تعالى تَوْبَةً صَادِقَةً، لِأَنَّ البِدَايَاتِ تَدُلُّ عَلَى النِّهَايَاتِ، وَلْتَذْكُرْ هَذِهِ الفَتَاةُ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

وَأَسْأَلُ الله تعالى أَنْ يُهَيِّئَ لِكُلِّ شَابٍّ زَوْجَةً صَالِحَةً وَلكل شَابَّةٍ زَوْجاً صَالِحاً.

اللَّهُمَّ أَغْنِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَبِطَاعَتِكَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَبِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.