السؤال :
نَسْمَعُ عَنْ بَعْضِ العُلَمَاءِ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ يَقُولُونَ: جَاءَ في الأَثَرِ، فَمَاذَا يَعْنِي الأَثَرُ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10236
 2020-03-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ ذَكَرَ عُلَمَاءُ الحَدِيثِ في تَعْرِيفِ الأَثَرِ تَعْرِيفَيْنِ:

القَوْلُ الأَوَّلُ: يُعَرَّفُ الأَثَرُ كَتَعْرِيفِ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ، بِمَعْنَى: هُوَ كُلُّ مَا أُضِيفَ إلى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قَوْلٍ، أَو فِعْلٍ، أَو تَقْرِيرٍ، أَو صِفَةٍ.

وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا يُنْسَبُ لِغَيْرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَحَابِيٍّ أَو تَابِعِيٍّ، أَو تَابِعِ تَابِعِيٍّ.

القَوْلُ الثَّانِي: يُعَرَّفُ الأَثَرُ بِأَنَّهُ كُلُّ مَا يُنْسَبُ نُسِبَ وَأُضِيفَ إلى غَيْرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ صَحَابِيٍّ، أَو تَابِعِيٍّ، أَو تَابِعِ تَابِعِيٍّ؛ فَيَدْخُلُ في ذَلِكَ الحَدِيثُ المَوْقُوفُ وَالمَقْطُوعُ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَعَلَى التَّعْرِيفِ الأَوَّلِ، يَكُونُ الفَرْقُ بَيْنَ الأَثَرِ وَالحَدِيثِ الشَّرِيفِ، فَمَا جَاءَ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَثَرًا، هُوَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ، وَمَا جَاءَ عَنْ غَيْرِهِ، فَهُوَ أَثَرٌ، لَكِنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى غَيْرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وَأَمَّا عَلَى التَّعْرِيفِ الثَّانِي، الأَثَرُ هُوَ كُلُّ مَا جَاءَ عَنْ غَيْرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وأَمَّا الذي أُضِيفَ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُسَمَّى حَدِيثًا. هذا، والله تعالى أعلم.