طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
نسأل الله تعالى أن يهوِّن علينا سكرات الموت، وأن يجعلنا من الناطقين بالشهادتين عند الغرغرة، وأن يختم بالباقيات الصالحات آجالنا. آمين.
يسنُّ لمن حضر موت إنسان وهو يجود بروحه:
أولاً: ينبغي تلقين المحتضر لا إله إلا الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله» رواه مسلم، وتلقينه لا يكون بصيغة الأمر، فلا يقال له: قل لا إله إلا الله، ولا يلحُّ عليه في قولها، بل تذكر على مسمعه فقط.
ثانياً: يندب قراءة سورة يس عند المحتضر، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما من ميت يموت ويقرأ عنده يس إلا هوَّن الله تعالى عليه» أورده ابن حجر في المطالب العالية، ورواه ابن أبي الدنيا. ويقول الشعبي: (كانت الأنصار يستحبون أن يقرؤوا عند الميت سورة البقرة) أخرجه أبو بكر المروزي في كتاب الجنائز.
ثالثاً: يستحب توجيه المحتضر للقبلة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة سأل عن البراء بن معرور رضي الله عنه، فقالوا: توفي وأوصى بثلث ماله لك، وأن يوجّه للقبلة لما احتضر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أصاب الفطرة، وقد رددت ثلث ماله على ولده»، ثم ذهب فصلى عليه وقال: «اللهم اغفر له وارحمه وأدخله جنتك، وقد فعلت».
رابعاً: يسنُّ بَلُّ حلق المحتضر بماء أو شراب، وتندية شفتيه بقطنة، لأنه ربما أن ينشف حلقه من شدة ما نزل به فيعجز عن الكلام.
خامساً: كثرة ذكر الله تعالى عنده، مع كثرة الدعاء له، لأن الملائكة تؤمِّن على الدعاء عند المحتضر، يقول صلى الله عليه وسلم: «إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً، فإن الملائكة يُؤَمِّنُونَ على ما تقولون» رواه مسلم.
نسأل الله تعالى حسن الختام، آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |