السؤال :
هَلْ يَجُوزُ شَرْعًا أَنْ يَنَامَ الرَّجُلُ عَلَى سَطْحِ بَيْتِهِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12145
 2022-08-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَعْنِي ابْنَ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ لَهُ حِجَارٌ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ».

وَرَوَى البَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ زُهَيْرٍ السِّنَّوْرِيِّ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ نَائِمٍ عَلَى ظَهْرِ جِدَارٍ لَيْسَ لَهُ مَا يَدْفَعُ رِجْلَيْهِ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: قُمْ.

ثُمَّ قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ بَاتَ عَلَى ظَهْرِ جِدَارٍ، وَلَيْسَ لَهُ مَا يَدْفَعُ رِجْلَيْهِ فَوَقَعَ فَمَاتَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ فِي ارْتِجَاجِهِ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ».

وَمَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ» أَيْ: أَزَالَ عِصْمَةَ نَفْسِهِ، وَصَارَ كَالمُهْدَرِ الذي لَا ذِمَّةَ لَهُ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَمَنْ نَامَ عَلَى سَطْحِ بَيْتٍ لَا سُورَ لَهُ، يَحْجُبُهُ عَنِ الوُقُوعِ، وَيَمْنَعُهُ مِنَ التَّرَدِّي وَالسُّقُوطِ وَسَقَطَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، لِأَنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ بِالأَسْبَابِ، وَلَا يُؤَاخَذُ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ، لِذَا فَإِنَّ هَذَا النَّوْمَ لَا يَجُوزُ شَرْعًا إِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا السَّطْحُ مُسَوَّرًا. هذا، والله تعالى أعلم.