طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأسأل الله تعالى أن يزيدنا حرصاً على أن نتصف بصفات عباد الرحمن الذين يقولون: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}. ولكنَّ حرصنا على الإمامة يجب أن يكون مضبوطاً بضوابط الشريعة، والتي من جملتها مراعاة المذاهب على قدر الاستطاعة.
وقد ذكر الفقهاء شروطاً للإمامة، والتي من جملتها القدرة على توفية أركان الصلاة، والتي من جملتها الركوع والسجود إذا كان المقتدون أصحّاء، فمن كان عاجزاً عن الركوع أو السجود لا يصح أن يصلي إماماً بمن كان قادراً على الركوع والسجود، وهذا عند جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة، لما روى الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يؤمنَّ أحد بعدي جالساً) رواه البيهقي وابن حبان. وخالف في ذلك الشافعية رحمهم الله تعالى، وقالوا بصحة إمامته بالأصحّاء كما جاء في مغني المحتاج.
وبناء عليه:
فلا تصح إمامة المومي عند جمهور الفقهاء خلافاً للشافعية، والخروج من الخلاف أولى، مراعاة لحال المقتدين، ويؤجر الإنسان بنيته.
أمَّا إمامة المومي لمثله فجائزة باتفاق الفقهاء. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |