طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
اتَّفَقَ الفُقَهَاءُ عَلَى بَعْضِ الشُّرُوطِ لِمُرِيدِ الأُضْحِيَةِ، مِنْ جُمْلَتِهَا: نِيَّةُ التَّضْحِيَةِ، يَعْنِي: أَنَّهُ يُرِيدُ القُرْبَةَ بِالذَّبْحِ لَا اللَّحْمَ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى». فَالقُرُبَاتُ مِنَ الذَّبَاِئِحِ أَنْوَاعُهُ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا هَدْيُ التَّمَتُّعِ وَالقِرَانِ وَالإِحْصَارِ، وَجَزَاءُ الصَّيْدِ، وَكَفَّارَةُ الحَلْفِ، فَلَا تَتَعَيَّنُ الأُضْحِيَةُ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ القُرُبَاتِ إِلَّا بِنِيَّةِ التَّضْحِيَةِ، وَالنِّيَّةُ مَحَلُّهَا القَلْبُ، وَاللهُ لَا يَنْظُرُ إلى الصُّوَرِ وَالأَشْبَاحِ، بَلْ يَنْظُرُ إلى القُلُوبِ.
وبناء على ذلك:
يَجِبُ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ أَنْ يَنْوِيَ عِنْدَ الذَّبْحِ أَنَّهَا أُضْحِيَةٌ يَتَقَرَّبُ إلى اللهِ تعالى بِهَا، لَا أَنْ يَكُونَ قَصْدُهُ مِنَ الذَّبْحِ هُوَ الحُصُولُ عَلَى اللَّحْمِ، فَإِنْ كَانَ قَصْدُهُ الحَقِيقِيُّ المُسْتَقِرُّ في قَلْبِهِ اللَّحْمَ لَا قُرْبَةَ الأُضْحِيَةِ، لَا تُعْتَبَرُ هَذِهِ الذَّبِيحَةُ أُضْحِيَةً. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |