طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جاء في سنن ابن ماجه سنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوا الْعِلْمَ وَوَضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا بِهِ أَهْلَ زَمَانِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ بَذَلُوهُ لأَهْلِ الدُّنْيَا لِيَنَالُوا بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ فَهَانُوا عَلَيْهِمْ، سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ).
فمن جعل همه واحداً وهو رضا الله عز وجل عنه في الدنيا والآخرة كفاه الله تعالى همَّ الدنيا، وجعل الدنيا راغمةً خادمةً له وهو سيد عليها، أما من جعل همه الدنيا فرَّقته الأمور ومزَّقت قلبه وأنسته خالقه والغاية التي خلق من أجلها، فنسي الآخرة ومآله، فلا يبالي الله عز وجل في أيِّ واد من أوديتها يهلك هذا العبد، فمنهم من هلك بالمال، ومنهم من هلك بالجاه، ومنهم من هلك بالنساء، ومنهم ومنهم........
نسأل الله تعالى أن يجعل همَّنا هماً واحداً وهو رضاه عنا في الدنيا والآخرة. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |