السؤال :
عندنا في سلطنة عمان ثلاثة مذاهب، وهي السنة والشيعة والإباضية، وإنني فتاة سنية وتقدم لي شاب إباضي المذهب، فهل يجوز أن أتزوجه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2293
 2009-08-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله عز وجل: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون * وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}.

فقد صنف الله تعالى المجتمع الإيماني المقبول عنده والذين هم من أهل الجنة بثلاثة أصناف: الصنف الأول المهاجرون، والصنف الثاني الأنصار، والصنف الثالث الذين جاؤوا من بعد المهاجرين والأنصار، هؤلاء جميعاً قال فيهم مولانا عز وجل: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.

ووصف الله تعالى الصنف الثالث بقوله: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}، صفة هذا الصنف أنهم يدعون لمن سبقهم، أي يدعون لجميع المهاجرين ولجميع الأنصار بدون استثناء ، هذا الوصف الأول لهم، والوصف الثاني لهم هو أن قلوبهم سليمة على المؤمنين جميعاً، وخاصة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.

وبناء على ذلك:

فإذا كان المتقدم من خطبة المرأة تنطبق عليه أوصاف الذين جاؤوا من بعد المهاجرين والأنصار بحيث يدعو لسلف الأمة كلها وخاصة لأصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون استثناء واحد منهم، ولا يحمل في قلبه غلاً لأحد من أهل القبلة وخاصة على الصحابة الكرام جميعاً، وهو صاحب دين وخلق، يصلي صلاتنا ويأكل ذبيحتنا ويترضى عن أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً، وينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) رواه الترمذي. فإن هذا الشاب يزوج إذا تحققت فيه هذه الشروط، وإلا فلا. هذا، والله تعالى أعلم.