طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالمُشَارَكَةُ في هَذِهِ المُسَابَقَةِ حَرَامٌ شَرْعَاً، لِأَنَّهَا مِنَ القِمَارِ المُحَرَّمِ المَبْنِيِّ عَلَى غُنْمٍ وَغُرْمٍ، وَالقِمَارُ مُحَرَّمٌ شَرْعَاً بِإِجْمَاعِ المُسْلِمِينَ، فَأَيُّ مُشَارَكَةٍ في هَذِهِ المُسَابَقَةِ تَكُونُ مِنْ بَابِ التَّعَاوُنِ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ المَنْهِيِّ عَنْهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
بَلْ مُشَاهَدَةُ هَذِهِ البَرَامِجِ تَحْرُمُ شَرْعَاً، لِأَنَّ مَا حَرُمَ فِعْلُهُ حَرُمَتِ المُشَارَكَةُ فِيهِ بِأَيِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ المُشَارَكَةِ، وَلَو بِالنَّظَرِ، فَإِنَّ النَّظَرَ إلى المُحَرَّمِ حَرَامٌ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وَالغَايَةُ مِنْ بَثِّ هَذِهِ البَرَامِجِ النَّظَرُ إِلَيْهَا، فَإِذَا هَجَرَهَا المُسْلِمُونَ نَظَرَاً هَجَرُوهَا مِنْ بَابِ أَوْلَى وَأَوْلَى مُشَارَكَةً.
نَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَجْعَلَنَا مِنَ الذينَ يَتَعَاوَنُونَ عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى لَا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |