طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾.
هَؤُلَاءِ النَّصَارَى الذينَ يَعِيشُونَ مَعَ المُسْلِمِينَ أَخَذُوا الأَمَانَ مِنْ قِبَلِ حُكَّامِ المُسْلِمِينَ، فَهَؤُلَاءِ مِنْ جُمْلَةِ المُعَاهِدِينَ، وَلَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنْ ظُلْمِ المُعَاهِدِ بِقَوْلِهِ: «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدَاً، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئَاً بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». رواه أبو داود. وَأَكْلُ أَمْوَالِ النَّصَارَى بِغَيْرِ حَقٍّ شَرْعِيٍّ مِنْ جُمْلَةِ أَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ شَرْعَاً.
وبناء على ذلك:
لَا يَجُوزُ للمُسْلِمِ أَنْ يَأْخُذَ أَمْوَالَ النَّصَارَى بِغَيْرِ حَقٍّ إِذَا كَانَ هَؤُلَاءِ يَعِيشُونَ مَعَ المُسْلِمِينَ في دِيَارِهِمْ آمِنِينَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |