طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَحْرُمُ عَلَى الابْنِ سَبُّ وَالِدَيْهِ أَو التَّسَبُّبُ في سَبِّهِمَا، وَقَدْ جَاءَ في الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ، رَوى البخاري في صَحِيحِهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ».
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟
قَالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ».
وَيُعَزَّرُ الوَلَدُ في سَبِّ أَبِيهِ، أَيْ يَفْرِضُ القَاضِي عُقُوبَةً يَرَاهَا في حَقِّ الوَلَدِ.
وَأَمَّا سَبُّ الوَالِدِ وَلَدَهُ فَإِنَّهُ لَا يَلِيقُ بِالعُقَلَاءِ، وَيُخْشَى عَلَى الوَالِدِ أَنْ يَدْخُلَ تَحْتَ عُمُومِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ». أخرجه البخاري. لَكِنَّ الوَالِدَ لَا يُعَزَّرُ في سَبِّ وَلَدِهِ، وَلَا يُقْدَحُ في عَدَالَتِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |