السؤال :
لقد ارتكبت إثماً في استحضار خادمة للبيت، ولعب الشيطان بيننا، وبعد مدة تبيَّن أنها حامل، فماذا يترتب علي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3789
 2011-03-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله تبارك وتعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}. وأنت عندما خالفت أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: الْحَمْوُ الْمَوْتُ). فقد وقعت في الفتنة، وفي كبيرة من الكبائر ألا وهي الزنا، والله تعالى يقول: {وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.

فالحمد لله الذي فتح باب التوبة، وعليك أن تحقِّق شروط التوبة، وذلك بالإقلاع عن المعصية، والندم على ما فعلت، والجزم على أن لا تعود، ومن صدق التوبة صرفُ تلك الخادمة، وعدم إحضار خادمة غيرها. هذا أولاً.

ثانياً: إسقاط الحمل لا يجوز، وخاصة بعد الشهر الرابع من الحمل، ولو كان من زنى ـ والعياذ بالله تعالى ـ لقوله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. فما جريمة الحمل بعد النفخ فيه حتى يقتل؟

وبناء على ذلك:

فيجب عليك أن تتوب إلى الله توبة صادقة، وأن تصرف هذه الخادمة، وأن لا تستقدم غيرها، واحذر من أن تأمرها بإسقاط الحمل وخاصة بعد نفخ الروح فيه. هذا، والله تعالى أعلم.