السؤال :
لقد أكرمني الله عز وجل بشاب لم يبلغ الحلم، ودخل سنَّ التمييز، ويحفظ الكثير من كتاب الله عز وجل بإتقان، فهل يصح أن يكون لنا إماماً في البيت إذا لم يكن والده موجوداً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4291
 2011-09-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى عدم صحة صلاة الجماعة إذا لم يكن الإمام بالغاً، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا تقدِّموا صبيانكم) أخرجه الديلمي. هذا أولاً.

ثانياً: الصبي المميز ما دخل سنَّ التكليف، وصلاته تعتبر نافلة، ولا يجوز اقتداء مفترض بمتنفِّل؛ أما غير صلاة الفريضة من صلاة كسوف أو تراويح فعند جمهور الفقهاء إمامة المميز جائزة شرعاً.

ثالثاً: خالف الشافعيةُ جمهورَ الفقهاء في إمامة المميِّز، وقالوا: لا يشترط في الإمام أن يكون بالغاً، بل تصحُّ إمامة المميِّز للبالغ، لحديث عمرو بن سلمة الجرمي قال: (كان يمرُّ علينا الركبان فنتعلَّم منهم القرآن، فأتى أبي النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقال: ليؤمَّكم أكثركم قرآناً، فجاء أبي فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: ليؤمَّكم أكثرُكم قرآناً، فنظروا فكنت أكثرهم قرآناً، فكنت أؤمُّهم وأنا ابن ثمان سنين) رواه النسائي.

وبناء على ذلك:

فلا تصح إمامة ولدكم ـ حفظه الله تعالى من كلِّ سوء ـ عند جمهور الفقهاء، وتصح عند السادة الشافعية، وإذا أردتم تقليد السادة الشافعية في ذلك فلا حرج، بشرط أن تصلُّوا خلف ولدكم على مذهب السادة الشافعية. هذا، والله تعالى أعلم.