طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جاء في حاشية ابن عابدين على الدر المختار: (وَيَطْهُرُ لَبَنٌ وَعَسَلٌ وَدِبْسٌ وَدُهْنٌ بِغَلْيٍ ثَلاثًا، وَلَحْمٌ طُبِخَ بِخَمْرٍ بِغَلْيٍ وَتَبْرِيدٍ ثَلاثًا، وَكَذَا دَجَاجَةٌ مُلْقَاةٌ حَالَةَ غَلْيِ المَاءِ لِلنَّتْفِ قَبْلَ شَقِّهَا) أي تطهر بالغسل ثلاثاً.
قال في الحاشية: (وَكَذَا دَجَاجَةٌ إلَخْ) قَالَ فِي الفَتْحِ: إنَّهَا لا تَطْهُرُ أَبَدًا، لَكِنْ عَلَى قَوْلِ أَبِي يُوسُفَ تَطْهُرُ، وَالعِلَّةُ ـ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ـ تَشَرُّبُهَا النَّجَاسَةَ بِوَاسِطَةِ الغَلَيَانِ، وَعَلَيْهِ اشْتُهِرَ أَنَّ اللَّحْمَ السَّمِيطَ بِمِصْرَ نَجِسٌ، لَكِنَّ العِلَّةَ المَذْكُورَةَ لا تَثْبُتُ مَا لَمْ يَمْكُث اللَّحْمُ بَعْدَ الْغَلَيَانِ زَمَانًا يَقَعُ فِي مِثْلِهِ التَّشَرُّبُ وَالدُّخُولُ فِي بَاطِنِ اللَّحْمِ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا غَيْرُ مُحَقَّقٍ فِي السَّمِيطِ، حَيْثُ لا يَصِلُ إلَى حَدِّ الغَلَيَانِ، وَلا يُتْرَكُ فِيهِ إلا مِقْدَارُ مَا تَصِلُ الْحَرَارَةُ إلَى ظَاهِرِ الجِلْدِ لِتَنْحَلَّ مَسَامُّ الصُّوفِ، بَلْ لَوْ تُرِكَ يَمْنَعُ انْقِلَاعَ الشَّعْرِ؛ فَالأَوْلَى فِي السَّمِيطِ أَنْ يُطَهَّرَ بِالغَسْلِ ثَلاثًا، فَإِنَّهُمْ لا يَتَحَرَّسُونَ فِيهِ عَنْ النَّجِسِ.
وبناء على ذلك:
فلا حرج من إلقاء الدجاج في الماء الساخن بعد ذبحه ليسهل نتف ريشه، بشرط أن لا يبقى فيه زمناً طويلاً حتى لا يتشرَّب اللحمُ من الماء النجس، وعلى أن يغسل بعد ذلك ولو مرة واحدة. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |