طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} ثم قال: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ}.
وذهب جمهور الفقهاء من أصحاب المذاهب الأربعة إلى أن توثيق الدَّين بالكتابة ليس واجباً شرعاً، بل هو مندوب إليه، لأن قول الله تعالى: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} يفيد أن الكتابة غير مطلوبة إذا توفَّرت الأمانة والثقة بين المتعاملين.
وبناء على ذلك:
فلا يجب توثيق الدَّين بالكتابة إذا وجدت الأمانة والثقة بين المتعاملين، ومن ترك توثيق الدَّين لا يكون آثماً.
ولكن ننصح ـ وخاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الخيانة وقلَّت الأمانة ـ أن يوثَّق الدَّين بالكتابة والشهود، حتى لا يندم المُقرِض، وحتى لا تسوِّل نفسُ المستقرض لصاحبها السوء، وعلى المُقرِض أن يعلم حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (ثلاثة يدعون الله فلا يُستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلِّقها، ورجل كان له على رجل مال فلم يُشْهِد عليه، ورجل آتى سفيهاً ماله، وقد قال الله عز وجل: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ} رواه الحاكم وصحَّحه، ووافقه الذهبي، والبيهقي. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |