طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: أخرج الإمام البخاري في التاريخ الكبير عَنْ أَبِي بُرْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، قَالَ: (بَيْنمَا أَنَا وَاقِفٌ فِي السُّوقِ فِي إِمَارَةِ زِيَادٍ إِذْ ضَرَبْتُ إِحْدَى يَدَيَّ عَلَى الأُخْرَى تَعَجُّباً، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ قَدْ كَانَ لِوَالِدِهِ صُحْبَةٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: مِمَّ تَعْجَبُ يَا أَبَا بُرْدَةَ؟ قُلْتُ: أَعْجَبُ مِنْ قَوْمٍ، دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَنَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ، وَدَعْوَتُهُمْ وَاحِدَةٌ، وَحَجُّهُمْ وَاحِد، وَغَزْوُهُمْ وَاحِدٌ، يَسْتَحِلُّ بَعْضُهُمْ قَتْلَ بَعْضٍ! قَالَ: فَلا تَعْجَبْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ وَالِدِي، أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهَا فِي الآخِرَةِ حِسَابٌ وَلا عَذَابٌ، إِنَّمَا عَذَابُهَا فِي الْقَتْلِ وَالزَّلازِلِ وَالْفِتَنِ».
ثانياً: أخرج الحاكم وأبو داود وأحمد وأبو يعلى عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَنُ وَالزَّلَازِلُ وَالْقَتْلُ».
قال الإمام الحاكم: صحيحُ الإسنادِ ووافَقَهُ الذَّهبيُّ.
وقال الحافظُ بن حجر في بذلِ الماعون: سَنَدُهُ حَسَنٌ.
وبناء على ذلك:
فالحديثُ وَرَدَ عن سيدنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وهو صحيحُ الإسنادِ. وأسألُ الله تعالى أن يرحَمَنَا في الدُّنيا والآخرةِ وأن يَحقِنَ دِماءَ المسلمينَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |