طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فد ذَهَبَ جُمهورُ الفُقَهاءِ من الحَنَفِيَّةِ والمالِكِيَّةِ والحنَابِلَةِ إلى اشتِراطِ البُلوغِ في حَقِّ الإمامِ، فلا تَصِحُّ إمامَةُ مُمَيِّزٍ لِبالِغٍ في الفرضِ عِندَهُم، للحديثِ الذي أخرجَهُ الديلمي: «لا تُقَدِّموا صِبيانَكُم» ولأنَّ الصَّلاةَ في حَقِّهِ نافِلَةٌ.
ولم يَشتَرِطْ فُقَهاءُ الشَّافِعِيَّةِ البُلوغَ للإمامِ، فَتَصِحُّ إمامَةُ المُمَيِّزِ لِلبالِغِ سواءٌ كانتِ الصَّلاةُ فرضاً أم نافِلَةً، لحديث عَمرِو بنِ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّهُ كانَ يَؤُمُّ قَومَهُ على عَهدِ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وهوَ ابنُ سِتِّ أو سَبعِ سِنينَ.
لكنَّهُم قالوا: البالِغُ أَولى من الصَّبِيِّ المُمَيِّزِ.
وبناء على ذلك:
فلا تَصِحُّ إمامَةُ هذا الشَّابِّ عِندَ جُمهورِ الفُقَهاءِ، وتَصِحُّ عندَ الشَّافِعِيَّةِ، فإن وُجِدَ الرَّجُلُ البالِغُ كانَ هوَ الأَولى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |