طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فَوَصْلُ الصُّفُوفِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وَتَرْكُهُ فِيهِ الكَرَاهَةُ، وَقَدْ وَرَدَ في سُنَنِ النَّسَائِيِّ عَنْ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ وَصَلَ صَفَّاً وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفَّاً قَطَعَهُ اللهُ».
وَالحَدِيثُ الشَّرِيفُ فِيهِ وَعِيدٌ عَلَى مَنْ قَطَعَ الصَّفَّ، وَمَعْنَى الحَدِيثِ الشَّرِيفِ وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ: مَنْ وَصَلَ صَفَّاً وَصَلَهُ اللهُ بِإِخْوَانِهِ وَأَحْبَابِهِ، وَمَنْ قَطَعَ صَفَّاً قَطَعَهُ اللهُ عَنْ أَصْحَابِهِ وَأَحْبَابِهِ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا: «وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ». رواه مسلم.
وَجَاءَ في سُنَنِ أَبِي داود عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَتِمُّوا الصَّفَّ المُقَدَّمَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ المُؤَخَّرِ».
وَأَخْرَجَ أَبُو داود عَنِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ فِي النَّارِ».
فَالسُّنَّةُ المُؤَكَّدَةُ المُسَارَعَةُ إلى الصَّفِّ الأَوَّلِ ثُمَّ الثَّانِي ثُمَّ الثَّالِثِ وَهَكَذَا، وَأَنْ تُسَدَّ الفُرَجُ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |