السؤال :
ما هي فتنة سيدنا سليمان عليه السلام التي أشار الله تعالى إليها بقوله: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَاب}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6099
 2014-01-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الإمام البخاري رَحِمَهُ اللهُ تعالى في صَحيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ سُلَيْمَانُ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً، كُلُّهُنَّ تَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ الله.

فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: قُلْ إِنْ شَاءَ اللهُ؛ فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللهُ.

فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعاً، فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله فُرْسَاناً أَجْمَعُونَ».

وبناء على ذلك:

فالفِتنَةُ التي هيَ امتِحانٌ من الله تعالى لِسَيِّدِنا سُلَيمانَ عَلَيهِ السَّلامُ، عِندَما لم يَقُلْ إن شاءَ اللهُ، وكانَت نِيَّتُهُ طَيِّبَةً في طَلَبِ أولادٍ مُجاهِدينَ، وظَنَّ أنَّ اللهَ تعالى يُعطيهِ كُلَّ شَيءٍ بِدونِ حُدودٍ، فأرادَ اللهُ تعالى أن يُظهِرَ لهُ أنَّ كُلَّ شَيءٍ بِقَدَرٍ، وأنَّ الأمَلَ لهُ حُدودٌ، فلم تُنجِبْ من نِسائِهِ بهذا اللِّقاءِ إلا واحِدَةً أتَتْ بِجَسَدٍ هوَ نَصفُ إنسانٍ، فَرَجَعَ سَيِّدُنا سُلَيمانَ عَلَيهِ السَّلامُ إلى رَبِّهِ وتابَ. هذا، والله تعالى أعلم.