السؤال :
ما حكم إضافة لفظ السيادة عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أثناء قراءة الصلوات الإبراهيمية؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 60
 2007-05-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فَنَحْنُ لَا نُنْكِرُ عَلَى مَنْ لَمْ يَتَلَفَّظْ بِكَلِمَةِ السِّيَادَةِ عِنْدَ ذِكْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الصَّلَاةِ، وَلَا نُنْكِرُ عَلَى مَنْ تَلَفَّظَ بِهَا، بَلْ نَرَى هَذَا مِنْ بَابِ سُلُوكِ الأَدَبِ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ سُلُوكَ طَرِيقِ الأَدَبِ أَحَبُّ مِنَ الامْتِثَالِ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا حَدِيثُ سَيِّدِنَا أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَثْبُتَ مَكَانَهُ في الصَّلَاةِ عِنْدَمَا كَانَ إِمَامَاً في مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَمْتَثِلْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَالَ: مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَتَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وَيُؤَيِّدُ هَذَا كَذَلِكَ امْتِنَاعُ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ مَحْوِ اسْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّحِيفَةِ في صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ، بَعْدَ أَنْ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، وَقَالَ: لَا أَمْحُو اسْمَكَ أَبَدَاً.

فَتَقْرِيرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَهُمَا عَلَى الامْتِنَاعِ مِنِ امْتِثَالِ الأَمْرِ تَأَدُّبَاً، يُشْعِرُ بِأَوْلَوِيَّةِ هَذَا الأَمْرِ، بِمَعْنَى أَنَّ الأَدَبَ خَيْرٌ مِنَ الامْتِثَالِ. هذا، والله تعالى أعلم.