طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ذَكَرَ الإمامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كِتابِهِ الأذكارِ قَولَهُ: واعلَمْ أنَّ الصَّوابَ المختارَ مَا كانَ عَلَيهِ السَّلَفُ رَضِيَ اللهُ عنهُم السُّكوتُ في حَالِ السَّيرِ مَعَ الجَنَازَةِ، فلا يُرفَعُ صَوتٌ بِقِرَاءَةٍ ولا ذِكْرٍ، ولا غَيرِ ذلكَ، والحِكمَةُ فيه ظَاهِرَةٌ، وهيَ أنَّهُ أسكَنُ لِخَاطِرِهِ، وأجمَعُ لِفِكرِهِ فيما يَتَعَلَّقُ بالجَنَازَةِ، وهوَ المطلوبُ في هذا الحَالِ، فهذا هوَ الحَقُّ. اهـ.
وكَرِهَ السَّلَفُ قَولَ القَائِلِ خَلفَ الجَنَازَةِ: اِستَغفِروا لهُ.
وقالَ فُضَيلُ بنُ عُمَرَ: بَينَما ابنُ عُمَرَ في جَنَازَةٍ، إذ سَمِعَ قائِلاً يَقولُ: اِستَغفِروا لهُ غَفَرَ اللهُ لهُ.
فقالَ ابنُ عُمَرَ: لا غَفَرَ اللهُ لكَ.
وبناء على ذلك:
فَيُكرَهُ رَفْعُ صَوتِ الذِّكْرِ خَلفَ الجَنازَةِ، ويَجِبُ على المُشَيِّعينَ الاعتِبارُ والاتِّعاظُ بِتِلكَ الجَنَازَةِ، ولا مانِعَ من ذِكْرِ الله تعالى خَلفَ الجَنَازَةِ، بِحَيثُ لا يُسمِعُ الذَّاكِرُ إلا نَفسَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |