طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوَّاً﴾. وقال تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين﴾.
وقال تعالى مُخبِراً عن مَوقِفِ الشَّيطانِ من ابنِ آدَمَ: ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين﴾. وقال مُخبِراً عنهُ: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين﴾.
فاللهُ تَبَارَكَ وتعالى خَلَقَ الشَّياطينَ لِيَمتَحِنَ بها عِبادَهُ من البَشَرِ، هل يَستَجيبونَ لأمرِ الله تعالى الذي يَدعوهُم إلى دارِ السَّلامِ ﴿واللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ﴾ أم يَستَجيبونَ لأمرِ الشَّيطانِ الذي يَدعو حِزبَهُ إلى النَّارِ ﴿إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير﴾.
فاللهُ عزَّ وجلَّ خَلَقَنا وخَلَقَ الشَّياطينَ للاختِبارِ والابتِلاءِ كما قال تعالى: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾.
وبناء على ذلك:
فالغَايَةُ من خَلْقِ الشَّياطينِ لِنَتَقَرَّبَ إلى الله تعالى بالاستِعَاذَةِ بالله من الشَّيطانِ الرَّجيمِ، ولِنَتَّخِذَهُ عَدُوَّاً لنا، ولِنُخالِفَ وَسَاوِسَهُ امتِثالاً لأمرِ الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |