طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى البيهقي عن فَاطِمَةَ بِنتَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قالت: مَرَّ بِي رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وأنا مُضطَجِعَةٌ مُتَصَبِّحَةٌ، فَحَرَّكَنِي بِرِجلِهِ، ثمَّ قال: «يا بُنَيَّةُ، قُومِي اشهَدي رِزقَ رَبِّكِ، ولا تَكونِي من الغَافِلِينَ، فإنَّ اللهَ يَقسِمُ أرزاقَ النَّاسِ ما بَينَ طُلوعِ الفَجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ». وقال: إسنادُهُ ضَعيفٌ.
وَوَقتُ تَقسيمِ الأرزاقِ على العِبادِ يَكونُ ما بَينَ طُلوعِ الفَجْرِ الصَّادِقِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ حَسبَ هذا الحَديثِ الشَّريفِ.
وبناء على ذلك:
فالحَديثُ ضَعيفٌ، ولكن عَلَينا أن نَعلَمَ بأنَّ هذا الوَقتَ وَقتٌ فَضيلٌ ومُبارَكٌ، وقد حَضَّ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على إحيائِهِ، وأن لا يَكونَ العَبدُ في هذا الوَقتِ من الغَافِلينَ، فقد روى الإما أحمد عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ حِينَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى يُسَبِّحَ رَكْعَتَيْ الضُّحَى لَا يَقُولُ إِلَّا خَيْراً غُفِرَت لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ».
وروى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ». هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |