طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فما ثَبَتَ في الأحادِيثِ عن سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هذا، بل كم يوجَدُ من الأبناءِ من هُم أصلَحُ وأتقى من أُمَّهاتِهِم، وهُم أكرَمُ عِندَ الله عزَّ وجلَّ مِنهُنَّ.
ولقد ثَبَتَ في الشَّرعِ بأنَّ اللهَ تعالى يُكرِمُ العَبدَ بِبَرَكَةِ تَقواهُ وصَلاحِهِ وطَاعَتِهِ لله ولِرَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ الله أَتْقَاكُمْ﴾.
بل بَيَّنَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بأنَّ من لا عَمَلَ لهُ لا يَنفَعُهُ النَّسَبُ، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
وبناء على ذلك:
فالحَديثُ مَوضوعٌ عن سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ولكنَّ بِرَّ الوَالِدَينِ يُوصِلُ إلى مَرضاةِ الله عزَّ وجلَّ، وقد يَسعَدُ الوَلَدُ بِدَعوَةِ والِدَيهِ لهُ، وكما يَنتَفِعُ الوَلَدُ القَاصِرُ بِصَلاحِ والِدَيهِ، قال تعالى حِكايَةً عن قِصَّةِ سَيِّدِنا الخَضِرِ مَعَ سَيِّدِنا موسى عَلَيهِما السَّلامُ: ﴿وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً﴾. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |