طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد تَنَاقَلَ كَثِيرٌ من النَّاسِ هذا الحَدِيثَ: (يَا عَبْدِي، أَنْتَ تُرِيدُ وَأَنَا أُرِيدُ، وَلَا يَكُونُ إلَّا مَا أُرِيدُ، فَإِنْ سَلَّمْت لِي مَا أُرِيدُ أَعْطَيْتُك مَا تُرِيدُ، وَإِنْ لَمْ تُسَلِّمْ لِي مَا أُرِيدُ أَتْعَبْتُك فِيمَا تُرِيدُ، وَلَا يَكُونُ إلَّا مَا أُرِيدُ).
هذا الحَدِيثُ لم يَثبُتْ في الأحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، ولم يَرِدْ في السُّنَنِ ولا في المَسَانِيدِ، والبَعضُ من المُحَدِّثِينَ قال: إنَّهُ من الإسرَائِيلِيَّاتِ.
وبناء على ذلك:
فهوَ لَيسَ بِحَدِيثٍ قُدسِيٍّ وَرَدَ عن سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ولكنَّهُ حَقٌّ في مَعناهُ، والأَولَى الاقتِصَارُ على الآياتِ الكَرِيمَةِ التي تَحمِلُ هذا المَعنَى، مِثلُ قَولِهِ تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾. وعلى الأحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |