طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ثَبَتَ بِنَصِّ القُرآنِ العَظِيمِ بأنَّ امرَأَةَ العَزِيزِ هَمَّت بالمَعصِيَةِ، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ﴾.
أمَّا سَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيهِ السَّلامُ لم يَهِمَّ بها بالمَعصِيَةِ على الإطلاقِ لِوُجُودِ البُرهَانِ، قال تعالى: ﴿وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾. وهذا كَقَولِ القَائِلِ لولا فُلانٌ لأَكرَمتُكَ، فَبِوُجُودِ فُلانٍ امتَنَعَ التَّكرِيمُ.
ورُوِيَ عن سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ في قَولِهِ تعالى: ﴿ولَقَدَ هَمَّتْ بِهِ﴾. قَالَ: طَمِعَت فِيهِ، فَقَامَت إلى صَنَمٍ مُكَلَّلٍ بالدُّرِّ واليَاقُوتِ، في نَاحِيَةِ البَيتِ، فَسَتَرَتهُ بِثَوبٍ أَبيَضَ بَينَهَا وبَينَهُ.
فَقَالَ: أَيُّ شَيءٍ تَصنَعِينَ؟
فَقَالَت: أَستَحيِي أنا من إلهي أن يَرَانِي على هذهِ السَّوءَةِ.
فَقَالَ يُوسُفُ: تَستَحيِينَ من صَنَمٍ لا يَأكُلُ ولا يَشرَبُ، ولا أَستَحيِي أنا من إلهي الذي هو قَائِمٌ على كُلِّ نَفسٍ بِمَا كَسَبَت؟
ثمَّ قَالَ: لا تَنَالِينَهَا مِنِّي أَبَدَاً؛ وهوَ البُرهَانُ. كذا في كَنزِ العُمَّالِ.
وبناء على ذلك:
فقد ثَبَتَ بِنَصِّ القُرآنِ العَظِيمِ نَفْيُ الهَمِّ عن سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، بِقَولِهِ تعالى: ﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾. ولا يَهُمُّكَ أن تَعرِفَ ما هوَ البُرهَانُ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |