طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَلَم يَرِدْ في كُتُبِ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ هذا الحَدِيثُ: تُقَاتِلِينَ عَلِيَّاً وَأَنتِ ظَالِمَةٌ لَهُ. فَهُوَ كَذِبٌ وافتِرَاءٌ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وكَذِبٌ وافتِرَاءٌ على السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها.
والسَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنها مَا خَرَجَت لِقِتَالِ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَبَدَاً، بل خَرَجَت بِقَصْدِ الإصلاحِ بَينَ المُسلِمينَ.
وبناء على ذلك:
فهذا الحَدِيثُ كَذِبٌ وافتِرَاءٌ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وهوَ حَدِيثٌ بَاطِلٌ، لأنَّ السَّيِّدَةَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها فَوقَ هذا المُستَوَى بِكَثِيرٍ، كَيفَ يَقُولُ لَهَا: تُقَاتِلِينَ عَلِيَّاً وَأَنتِ ظَالِمَةٌ لَهُ؛ ثمَّ تُقَاتِلَهُ هيَ؟
إذا كَانَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ عِندَهُ تَقوَى للهِ عزَّ وجلَّ لا يَجتَرِءُ على مُخَالَفَةِ أَمْرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُتَعَمِّدَاً، فَكَيفَ بالصِّدِّيقَةِ بِنتِ الصِّدِيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما زَوجِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَجتَرِئُ على مُخَالَفَةِ الأَمْرِ؟ ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |