طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَأَمَّا الحَدِيثُ الأَوَّلُ، فقد رواه الحاكم ـ وَقَالَ: صَحِيحُ الإِسنَادِ ـ والبيهقي في السُّنَنِ الكُبْرَى، عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ.
فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إنِّي قَد تَرَكتُ فِيكُم مَا إنِ اعتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَن تَضِلُّوا أَبَدَاً، كِتَابَ اللهِ، وَسُنَّةَ نَبَيِّهِ» وهو حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وأَمَّا الحَدِيثُ الثَّانِي، فقد رواه الترمذي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ ـ المَجْدُوعَةِ الْأُذُنِ ـ يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا، كِتَابَ اللهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي» وهوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وبناء على ذلك:
فالحَدِيثُ الأَوَّلُ صَحِيحٌ، والحَدِيثُ الثَّانِي حَسَنٌ، والذي جَاءَ في صَحِيحِ الإمامِ مُسلم عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِن اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابَ اللهِ». هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |