طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فما وَرَدَ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ: البَخِيلُ لا يَجِدُ رَائِحَةَ الجَنَّةِ؛ ولكن وَرَدَ في الأَثَرِ عن بَعضِ العُلَمَاءِ، أنَّهُ قَالَ: الكَرِيمُ قَرِيبٌ من اللهِ قَرِيبٌ من الجَنَّةِ، والبَخِيلُ بَعِيدٌ من اللهِ بَعِيدٌ من الجَنَّةِ؛ لأنَّ الكَرَمَ من صِفَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَيثُ كَانَ أَجوَدَ من الرِّيحِ المُرسَلَةِ، واللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾.
أمَّا البُخلُ فهوَ صِفَةُ من قَلَّ إيمَانُهُ، ومن كَانَ قَلِيلَ الإيمَانِ ومَاتَ على ذلكَ فَرُبَّمَا أن لا يَدخُلَ الجَنَّةَ ابتِدَاءً مَعَ الدَّاخِلِينَ.
وبناء على ذلك:
فهذا لَيسَ بِحَدِيثٍ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ولكِنَّ مَعنَاهُ قد يَكُونُ صَحِيحَاً، وخَاصَّةً إذا وَصَلَت دَرَجَةُ البُخلِ إلى عَدَمِ دَفعِ الزَّكَاةِ، وقد وَرَدَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً». هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |