السؤال :
كلما أنظر إلى شيء يعجبني عند شخص، أخاف أن أصيبه بعيني، وأنا لا أحسد أحداً عل ما آتاه الله تعالى من نعم، فهل من كلمات أقولها إذا رأيت ما أعجبني عند شخص؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6674
 2015-01-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

روى الإمام مالك عن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: اغْتَسَلَ أَبِي سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بِالْخَرَّارِ، فَنَزَعَ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يَنْظُرُ.

قَالَ: وَكَانَ سَهْلٌ رَجُلاً أَبْيَضَ، حَسَنَ الْجِلْدِ.

قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ عَذْرَاءَ.

قَالَ: فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ، وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ.

فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَأُخْبِرَ أَنَّ سَهْلاً وُعِكَ، وَأَنَّهُ غَيْرُ رَائِحٍ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ.

فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ سَهْلٌ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِ عَامِرٍ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، أَلَّا بَرَّكْتَ، إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ، تَوَضَّأْ لَهُ».

فَتَوَضَّأَ لَهُ عَامِرٌ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وروى الحاكم عن عَامِرِ بنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: « إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ العَينَ حَقٌّ».

ويَقُولُ الإمام النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وَيُسْتَحَبُّ لِلْعَائِنِ أَنْ يَدْعُوَ لِلْمَعِينِ بالبَرَكَةِ، فَيَقُولَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ، وَلَا تَضُرَّهُ. ويَقُولَ: مَا شَاءَ اللهُ، لا قُوَّةَ إلا باللهِ.

وبناء على ذلك:

فإذا نَظَرتَ إلى شَيءٍ أَعجَبَكَ في نَفْسِكَ، أو عِندَ الآخَرِينَ، فَقُلْ: مَا شَاءَ اللهُ، لا قُوَّةَ إلا باللهِ، اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ، ولا تَضُرَّهُ. فَيَكُونُ ذلكَ رُقْيَةً لَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.