طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: أخرَجَ الإمام مسلم عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَامْرَأَةٌ مِن الْأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ، فَضَجِرَتْ، فَلَعَنَتْهَا.
فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا، فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ».
وفي رِوَايَةٍ ثَانِيَةٍ لَهُ قَالَ: «خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَأَعْرُوهَا، فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ».
وفي رِوَايَةٍ ثَالِثَةٍ لَهُ قَالَ: «وفي رِوَايَةٍ ثَانِيَةٍ لَهُ».
وفي رِوَايَةٍ رَابِعَةٍ لَهُ قَالَ: «لَا ايْمُ اللهِ، لَا تُصَاحِبْنَا رَاحِلَةٌ عَلَيْهَا لَعْنَةٌ مِن اللهِ».
ثانياً: لقد أَمَرَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أن تُطلَقَ هذهِ النَّاقَةُ، وتُرْسَلَ لِكَيْ لا تَصْحَبْهُ في القَافِلَةِ، لأنَّ صَاحِبَتَهَا لَعَنَتْهَا، لا أنَّ النَّاقَةَ صَارَتْ مَلعُونَةً من اللهِ تعالى، لأنَّ البَهَائِمَ غَيرُ مُكَلَّفَةٍ.
وأَمْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِتَرْكِهَا هوَ في الحَقِيقَةِ زَجْرٌ للمَرأَةِ التي لَعَنَتِ النَّاقَةَ، لأنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن لَعْنِ شَيءٍ من الأَشيَاءِ إنْ كَانَ جَامِدَاً أو حَيَوَانَاً.
وبناء على ذلك:
فالحَدِيثُ صَحِيحٌ، رواه الإمام مسلم، واللَّعنَةُ لا تُصَبُّ على غَيرِ المُكَلَّفِ، وأَمْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِتَرْكِ النَّاقَةِ المَلْعُونَةِ من قِبَلِ صَاحِبَتِهَا هوَ زَجْرٌ لَهَا. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |