طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد ذَكَرَ الطَّبَرانيُّ في المُعجَمِ الكَبِيرِ عَنِ الْمُغِيرَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَمَرَ اللهُ شَجَرَةً لَيْلَةَ الْغَارِ، فَنَبَتَتْ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ اللهُ الْعَنْكَبُوتَ، فَنَسَجَتْ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ، فَوَقَفتَا بِفَمِ الْغَارِ، وَأَقْبَلَ فَتَيَانُ قُرَيْشٍ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلٌ بِعِصِيِّهِمْ وهَرَاوَلِهِمْ وَسُيُوفِهِمْ، حَتَّى إِذَا كَانُوا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَدْرَ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً تَعَجَّلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ فِي الْغَارِ، فَرَأَى حَمَامَتَيْنِ بِفَمِ الْغَارِ، فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ.
فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ لَمْ تَنْظُرْ فِي الْغَارِ؟
فَقَالَ: رَأَيْتُ حَمَامَتَيْنِ بِفَمِ الْغَارِ فَعَرَفْتُ أَنْ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ.
فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ فَعَرَفَ أَنَّ اللهَ قَدْ دَرَأَ عَنْهُ بِهِمَا ، فَدَعَا لَهُنَّ وَسَمَّى عَلَيْهِنِّ، وَفَرَضَ جَزَاءَهُنَّ وَأُقْرِرْنَ فِي الْحَرَمِ.
ويَقُولُ الإمَامُ البُوصِيري رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى:
ظنُّوا الحَمَامَ وَظَنُّوا العَنكَبُوتَ عَلى *** خَــيرِ الـبَرِيَّةِ لَم تَـنسُج ولَم تَحُــمِ
وِقَـايَةُ اللهِ أَغـنَت عَـن مَـضَاعَفَةٍ *** مِنَ الدُّرُوعِ وَعَن عَالٍ من الأُطُمِ
وبناء على ذلك:
فالحَدِيثُ رَواهُ الطَّبَرانِيُّ وغَيرُهُ، إلَّا أنَّهُ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |