طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد عَنْ كَبْشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبَا قَتَادَةَ أَصْغَى الْإِنَاءَ لِلْهِرَّةِ فَشَرِبَتْ منهُ، قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ.
قَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا بِنْتَ أَخِي؟
قَالَتْ: نَعَمْ.
فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ إِنَّهَا مِنْ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ».
وذَهَبَ جُمهُورُ الفُقَهَاءِ من الحَنَفِيَّةِ والمَالِكِيَّةِ والشَّافِعِيَّةِ والحَنَابِلَةِ إلى أنَّ الهِرَّ ـ القِطَّ ـ طَاهِرٌ.
ويَقُولُ ابنُ عَابِدِينَ: إِنَّ الْقِيَاسَ فِي الْهِرَّةِ نَجَاسَةُ سُؤْرِهَا؛ لِأَنَّهُ مُخْتَلِطٌ بِلُعَابِهَا الْمُتَوَلِّدِ مِنْ لَحْمِهَا النَّجِسِ، لَكِنْ سَقَطَ حُكْمُ النَّجَاسَةِ اتِّفَاقاً بِعِلَّةِ الطَّوَافِ الْمَنْصُوصَةِ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجِسَةٍ، إنَّهَا مِنْ الطَّوَّافِينَ، عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ». يَعْنِي أَنَّهَا تَدْخُلُ الْمَضَايِقَ، وَلَازَمَهُ شِدَّةُ الْمُخَالَطَةِ بِحَيْثُ يَتَعَذَّرُ صَوْنُ الْأَوَانِي مِنْهَا.
وبناء على ذلك:
فإذا أَكَلَ الهِرُّ ـ القِطُّ ـ من الطَّعَامِ ولَمْ تَكُنْ على فَمِهِ نَجَاسَةٌ، فَسُؤْرُهُ طَاهِرٌ، ولا يَنجُسُ الطَّعَامُ، وإلا فَيَنجُسُ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |