طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ، لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ».
ومَعنَاهُ: تَرِبَتْ يَدَاكَ إنْ لَم تَفْعَلْ مَا آمُرُكَ، بِقَولِي: «فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ».
والعَرَبُ كَانَت تَقُولُ مِثلَ هذهِ الكَلِمَاتِ، ولا تُرِيدُ الدُّعَاءَ عَلَيهِ، بَل تُرِيدُ الإِنكَارَ على الشَّيءِ، أو الإِعجَابَ، أو الاستِعْظَامَ، دُونَ إِرَادَةِ مَعنَاهُ الأَصلِيِّ الذي هوَ الفَقْرُ.
وبناء على ذلك:
فهذهِ الكَلِمَةُ من الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «تَرِبَتْ يَدَاكَ» كَانَت تَجرِي على أَلسِنَةِ العَرَبِ من غَير قَصْدِ الدُّعَاءِ، والمُرَادُ مِنهَ الإِنكَارُ على مَن لَم يَأخُذْ بِوَصِيَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ». هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |