طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَمِن صِفَاتِ المُؤْمِنِينَ الإِيمَانُ بِالمَلَائِكَةِ، قَالَ تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ باللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾.
وعِنْدَمَا سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ عَن الإِيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ باللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» رواه الإمام مسلم عن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
والمَقْصُودُ بالإِيمَانِ بالمَلائِكَةِ:
أولاً: الإِيمَانُ بِوُجُودِهِم، وهُم قَد خُلِقُوا من نُورٍ.
ثانياً: أَنَّهُم يَقُومُونَ بِمَا أَمَرَ اللهُ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾. وَأَنَّهُم مُكْرَمُونَ، قَالَ تعالى: ﴿عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ﴾.
ثالثاً: الإِيمَانُ بِأَسْمَاءِ مَن عَلِمْنَا اسْمَهُ من الكِتَابِ والسُّنَّةِ، كَسَيِّدِنَا جِبْرِيلَ عَلَيهِ السَّلامُ، ومِيكَائِيلَ وإِسْرَافِيلَ ومَالِكٍ ورضْوَانَ ومُنْكَرٍ ونَكِيرٍ ومَلِكِ المَوْتِ.
وبناء على ذلك:
فالمَقْصُودُ بالإِيمَانِ بالمَلائِكَةِ الإِيمَانُ بِوُجُودِهِم، والإِيمَانُ بِصِفَةِ خَلْقِهِم، والإِيمَانُ بالوَظَائِفِ التي كَلَّفَهُمُ اللهُ تعالى بِهَا، وأَنَّهُم لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُم، والإِيمَانُ بِأَسْمَائِهِمُ الوَارِدَةِ في الكِتَابِ والسُّنَّةِ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |