طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّهُ يَحْرُمُ على المُسْلِمِ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ بِأَيَّامِهَا، روى الشيخان عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ».
وهَجْرُ المُسْلِمِ لأَخِيهِ فَوْقَ ثَلاثٍ من الكَبَائِرِ، لِمَا فِيهِ من التَّقَاطُعِ والإِيذَاءِ والفَسَادِ، وثُبُوتِ الوَعِيدِ عَلَيْهِ في الآخِرَةِ، روى الإمام أحمد وأبو داود والحاكم عَنْ أَبِي خِرَاشٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ».
وروى الطَّبَرَانِيُّ عَن فَضَالَةَ بْنِ عُبَيدٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَن هَجَرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَهُوَ في النَّارِ، إلا أَنْ يَتَدَارَكَهُ اللهُ بِكَرَامَتِهِ».
وروى أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ».
وبناء على ذلك:
فَقَد وَرَدَ عَن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الحَدِيثُ في تَحْرِيمِ الهَجْرِ فَوْقَ ثَلاثٍ، ومَن هَجَرَ أَخَاهُ في النَّسَبِ أَو في الإِيمَانِ لِغَرَضٍ من أَغْرَاضِ الدُّنْيَا فَهُوَ مَشْمُولٌ بالوَعِيدِ الذي وَرَدَ عَن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |