طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾. المُرَادُ مِنْهُ: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ في دَارِ التَّكْلِيفِ، حَيْثُ لَمْ يَرَوُا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يَرَوُا الجَنَّةَ وَلا النَّارَ، فَأَقْبَلُوا على طَاعَةِ رَبِّهِم، وَمُخَالَفَةِ شَهَوَاتِهِم وَشَيْطَانِهِم، لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ.
أَو المُرَادُ مِنْهُ: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ في خَلَوَاتِهِم، لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ، وَهَؤُلَاءِ الذينَ تَرَكُوا المَعَاصِيَ في خَلَوَاتِهِم، فَهُم أَتْرَكُ لَهَا حَيْثُ يَرَاهُمُ النَّاسُ.
وبناء على ذلك:
فَالذِينَ يَخَافُونَ اللهَ تعالى، وَيَعْبُدُونَهُ دُونَ أَنْ يَرَوْهُ، وَيُطِيعُونَهُ وَلَا يَعْصُونَهُ وَهُم غَائِبُونَ عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ، فَضْلَاً عَنْ مَعصِيَتِهِ أَمَامِهِم، أُوْلَئِكَ لَهُم من اللهِ تعالى عَفْوٌ عَنْ ذُنُوبِهِم، وَثَوَابٌ عَظِيمٌ في جَنَّتِهِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْهُم. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |