السؤال :
: ما صحة هذا الحديث: اتق شر من أحسنت إليه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7233
 2016-03-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمَا وَرَدَ عَن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ.

وَلَكِنْ وَرَدَ عَن سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ: الكَرِيمُ يَلِينُ إِذَا اسْتُعْطِفَ، واللَّئِيمُ يَقْسُو إِذَا أُلْطِفَ.

وَيَقُولُ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا وَجَدْتُ لَئِيمَاً قَطُّ إلا قَلِيلَ المُرُوءَةِ، وفي التَّنْزِيلِ يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾.

وبناء على ذلك:

فَهَذَا القَوْلُ لَيْسَ بِحَدِيثٍ عَن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ قَدْ يَكُونُ مَعْنَاهُ صَحِيحَاً مَعَ النَّاسِ اللِّئَامِ، وَلَكِنْ هَذَا لا يَمْنَعُ الإِنْسَانَ المُؤْمِنَ من صُنْعِ المَعْرُوفِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾.

والمُؤْمِنُ المُخْلِصُ يَصْنَعُ المَعْرُوفَ والإِحْسَانَ، ولا يَنْتَظِرُ الإِحْسَانَ إلا من اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.