السؤال :
ما صحة حديث: «أحبوا العرب لثلاث»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7498
 2016-08-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى الحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلَاثٍ: لِأَنِّي عَرَبِيٌّ، وَالْقُرْآنَ عَرَبِيٌّ، وَكَلَامَ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ» وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ جِدَّاً؛ وَمِنْهُمْ مَن قَالَ بِأَنَّهُ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.

وروى الطَّبَرَانِيُّ في الأَوْسَطِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا عَرَبِيٌّ، وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ، وَلِسَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ» وَهُوَ كَذَلِكَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وروى الحاكم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْعَرَبَ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ» وَهُوَ كَذَلِكَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وبناء على ذلك:

فَالحَدِيثُ ضَعِيفٌ، وَبَعْضُهُمْ قَالَ بِوَضْعِهِ؛ وَإِنْ كَانَ المَعْنَى صَحِيحَاً،  لِأَنَّ العَرَبَ تُحَبُّ لِكَوْنِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَيِّدِ العَرَبِ وَالعَجَمِ عَرَبِيَّاً، وَلِكَوْنِ القُرْآنِ الكَرِيمِ بِلُغَةِ العَرَبِ، وَأَمَّا كَلَامُ أَهْلِ الجَنَّةِ أَنَّهُ عَرَبِيٌّ فَلَمْ يَرِدْ في الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ الصَّحِيحَةِ بَيَانُ لُغَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ.

وعلى كُلِّ حَالٍ اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ هِيَ أَبْلَغُ اللُّغَاتِ البَشَرِيَّةِ مَعَ هَجْرِ العَرَبِ لِلُغَتِهِمْ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ. هذا، والله تعالى أعلم.