طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَمَعْنَى بَكَّرَ: أَتَى الصَّلَاةَ في وَقْتِهَا، وَكُلُّ مَنْ أَسْرَعَ إلى شَيْءٍ فَقَدْ بَكَّرَ إِلَيْهِ.
وَأَمَّا ابْتَكَرَ: فَمَعْنَاهُ أَدْرَكَ أَوَّلَ خُطْبَةِ الجُمُعَةِ، لِأَنَّ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ بَاكُورَتُهُ، وَابْتَكَرَ الرَّجُلُ إِذَا أَكَلَ بَاكُورَةَ الفَوَاكِهِ.
وَقِيلَ: مَعْنَى اللَّفْظَتَيْنِ وَاحِدٌ، فَعَّلَ وَافْتَعَلَ، وَإِنَّمَا كُرِّرَ للمُبَالَغَةِ وَالتَّوْكِيدِ، كَمَا قَالُوا: جَادٌّ مُجِدٌّ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا بَكَّرُوا بِصَلَاةِ الْـمَغْرِبِ» رواه الْحَارِثُ بْنُ شِبْلٍ عَنْ أُمِّ النُّعْمَانِ الْكِنْدِيَّةِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ كَذَا في الحَاوِي الكَبِيرِ. أَيْ: صَلَّوهَا أَوَّلَ وَقْتِهَا.
وَالحَدِيثُ الآخَرُ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي المَلِيحِ قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ». أَيْ: حَافِظُوا عَلَيْهَا وَقَدَّمُوهَا. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |