طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ رَوى البيهقي وَابْنُ السُّنِّيِّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِذِكْرِ اللهِ وَالصَّلَاةِ، وَلَا تَنَامُوا عَلَيْهِ فَتَقْسُوَ لَهُ قُلُوبُكُمْ». وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.
وَمَعْنَى الحَدِيثِ صَحِيحٌ، لِأَنَّ النَّوْمَ على امْتِلَاءِ البَطْنِ يُقَسِّي القَلْبَ، وَيُولِدُ عِلَلَاً في البَدَنِ، وَلِذَا نُدِبَ الإِنْسَانُ بَعْدَ الطَّعَامِ أَنْ يَذْكُرَ اللهَ تعالى، وَأَنْ يُصَلِّيَ؛ وَهَذَا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الشُّكْرِ للهِ تعالى على أَنْ أَسْبَغَ عَلَيْهِ نِعْمَةَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ.
وبناء على ذلك:
فَالحَدِيثُ ضَعِيفٌ، وَتَنَاوُلُ الطَّعَامِ وَالنَّوْمُ عَلَيْهِ مُضِرٌّ بِالصِّحَّةِ، وَقَدْ يَكُونُ سَبَبَاً في قَسْوَةِ القَلْبِ، لِذَا المُوَفَّقُ الذي يَذْكُرُ اللهَ تعالى بَعْدَ الطَّعَامِ وَيُصَلِّي مَا تَيَسَّرَ لَهُ مِنَ الصَّلَاةِ قَبْلَ نَوْمِهِ، لَعَلَّ الطَّعَامَ يَذُوبُ، وَلَا يَنَامُ الإِنْسَانُ على بَطْنٍ مُلِئَ طَعَامَاً بِدُونِ شُكْرٍ للهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |