طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَوْلُهُ تعالى في حَقِّ حَمَلَةِ العَرْشِ: ﴿يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ﴾. لَا يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ رُؤْيَتِهِمْ للهِ تعالى الإِيمَانَ بِاللهِ تعالى، كَمَا أَنَّ رُؤْيَتَهُمْ للهِ تعالى لَا تُنَافِي الإِيمَانَ بِهِ تَبَارَكَ وتعالى.
سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ مُؤْمِنَاً بِأَنَّ اللهَ تعالى يُحْيِي المَوْتَى، وَلَكِنَّهُ سَأَلَ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُرِيَهُ الإِحْيَاءَ لِيَزْدَادَ إِيمَانَاً، قَالَ تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْـمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾.
وبناء على ذلك:
فَالإِيمَانُ بِاللهِ لَا يَنْفِي الرُّؤْيَةَ، وَالرُّؤْيَةُ لَا تَنْفِي الإِيمَانَ، فَحَمَلَةُ العَرْشِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا قَدْ رَأَوُا اللهَ تعالى، فَحَصَلَ لَهُمْ بِذَلِكَ أَعْلَى مَرَاتِبِ الإِيمَانِ وَاليَقِينِ.
وَقَدِ اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ في رُؤْيَةِ المَلَائِكَةِ للهِ تعالى قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ؛ وَلَكِنْ يَوْمَ القِيَامَةِ في الجَنَّةِ يَرَوْنَ اللهَ تعالى مَعَ المُؤْمِنِينَ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |