السؤال :
هل صحيح بأن السيدة عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْها وصفت بالحميراء؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7698
 2016-11-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ وَرَدَ في بَعْضِ أَحَادِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَصْفُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِالحُمَيْرَاءِ؛ مِنْهَا:

مَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: دَخَلَ الْحَبَشَةُ الْـمَسْجِدَ يَلْعَبُونَ فَقَالَ لِي: «يَا حُمَيْرَاءُ، أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إِلَيْهِمْ؟».

فَقُلْتُ: نَعَمْ؛ فَقَامَ بِالْبَابِ وَجِئْتُهُ فَوَضَعْتُ ذَقَنِي عَلَى عَاتِقَهُ فَأَسْنَدْتُ وَجْهِي إِلَى خَدِّهِ.

قَالَتْ: وَمِنْ قَوْلِهِمْ يَوْمَئِذٍ: أَبَا الْقَاسِمِ طَيِّبَاً.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «حَسْبُكِ».

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا تَعْجَلْ.

فَقَامَ لِي ثُمَّ قَالَ: «حَسْبُكِ».

فَقُلْتُ: لَا تَعْجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ.

قَالَتْ: وَمَا لِي حُبُّ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَبْلُغَ النِّسَاءَ مَقَامُهُ لِي وَمَكَانِي مِنْهُ. وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحُ الإسْنَادِ.

وَمَا رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خُرُوجَ بَعْضِ أُمَّهَاتِ الْـمُؤْمِنِينَ، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ.

فَقَالَ: «انْظُرِي يَا حُمَيْرَاءُ، أَنْ لَا تَكُونِي أَنْتِ».

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: «إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِهَا شَيْئَاً فَارْفُقْ بِهَا». وَقَالَ: حَدِيثٌ صَحِيحٌ على شَرْطِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ.

وبناء على ذلك:

فَقَدْ وَرَدَ وَصْفُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِالحُمَيْرَاءِ في بَعْضِ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، وَكَذَلِكَ الضَّعِيفَةِ، وَالحُمَيْرَاءُ تَصْغِيرُ الحَمْرَاءِ، وَيُرِيدُ بِذَلِكَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ البَيْضَاءَ، لِأَنَّ العَرَبَ تُطْلِقُ على الأَبْيَضِ الأَحْمَرَ، وَذَلِكَ لِكَرَاهَةِ اسْمِ البَيَاضِ، لِكَوْنِهِ يُشْبِهُ البَرَصَ. هذا، والله تعالى أعلم.