طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَهَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرَاً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ».
وَمَعْنَى الحَدِيثِ، إِنْكَارُ المُنْكَرِ على دَرَجَاتٍ، يَبْدَأُ بِالتَّغْيِيرِ بِاليَدِ، ثمَّ بِاللِّسَانِ، ثمَّ بِالقَلْبِ، وَالقَلْبُ أَضْعَفُ الإِيمَانِ الذي يَتَعَلَّقُ بِدَرَجَاتِ الإِنْكَارِ، وَلَيْسَ المُرَادُ إِذَا لَمْ يُنْكِرْ بِقَلْبِهِ يَخْرُجُ مِنَ الإِسْلَامِ، وَيَكُونُ كَافِرَاً.
وبناء على ذلك:
فَالمُرَادُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ». هُوَ الذي يَتَعَلَّقُ بِدَرَجَاتِ إِنْكَارِ المُنْكَرِ، لَا أَنَّهُ يَكُونُ كَافِرَاً وَخَارِجَاً مِنَ الإِيمَانِ إِذَا لَمْ يُنْكِرْ بِقَلْبِهِ، لِأَنَّ فَاعِلَ المُنْكَرِ لَا يَكُونُ كَافِرَاً بِفِعْلِ المُنْكَرِ، بَلْ يَكُونُ عَاصِيَاً، فَكَيْفَ يُحْكَمُ على مَنْ لَمْ يُنْكِرْ بِقَلْبِهِ بِالكُفْرِ؟ هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |