طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَهَذَا الحَدِيثُ صَحِيحٌ رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَمَنِ امْتَنَعَ عَنْ قَبُولِ دَعْوَتِهِ وَالإِيمَانِ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ مِمَّنْ أَبَى وَكَانَ مِنَ الخَالِدِينَ في نَارِ جَهَنَّمَ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، وَهَذَا بِاتِّفَاقِ الفُقَهَاءِ.
وَأَمَّا مَنْ عَصَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ اسْتِجَابَتِهِ لِدَعْوَتِهِ، عَامِدَاً مُتَعَمِّدَاً مُسْتَحِلَّاً، فَهُوَ مُنْدَرِجٌ في ذَلِكَ الوَعِيدِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، وَهَذَا مَا حَذَّرَنَا مِنْهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ بِقَوْلِهِ: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
أَمَّا مَنْ عَصَاهُ وَهُوَ غَيْرُ مُسْتَحِلٍّ وَتَابَ إلى اللهِ تعالى فَهُوَ لَيْسَ مَشْمُولَاً بِهَذَا الوَعِيدِ بِإِذْنِ اللهِ تعالى.
وبناء على ذلك:
فَالاسْتِثْنَاءُ في قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِلَّا مَنْ أَبَى» هُوَ شَامِلٌ لِمَنْ رَفَضَ الاسْتِجَابَةَ لِدَعْوَتِهِ مِنْ أُمَّةِ الدَّعْوَةِ، وَشَامِلٌ لِمَنِ اسْتَحَلَّ عِصْيَانَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُمَّةِ الإِجَابَةِ، وَأَمَّا مَنْ عَصَاهُ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْلَالٍ وَبِدُونِ تَوْبَةٍ فَهَذَا أَمْرُهُ إلى اللهِ تعالى، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَلَكِنَّهُ لَا يَخْلُدُ في النَّارِ، وَيَدْخُلُ الجَنَّةَ بِإِذْنِ اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |