طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالجَوَابُ على السُّؤَالِ: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾. هُوَ جَوَابٌ صَحِيحٌ، وَقَوْلُ السَّائِلِ للمَسْؤُولِ: هَذِهِ عَقِيدَةٌ فَاسِدَةٌ زَائِغَةٌ؛ كَلَامٌ خَطِيرٌ، لِأَنَّ المَسْؤُولَ أَجَابَ بِآيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ تعالى.
وَإِنْ أَجَابَهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾. جَوَابٌ صَحِيحٌ.
وَإِنْ أَجَابَهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾. جَوَابٌ صَحِيحٌ.
وَإِنْ أَجَابَهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾. جَوَابٌ صَحِيحٌ.
وَإِنْ أَجَابَهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴾. جَوَابٌ صَحِيحٌ.
وَإِنْ أَجَابَهُ بِالحَدِيثِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمَاً لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ، آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ (أَيْ: أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُونَ) لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً (أَيْ: لَطَمْتُهَا لَطْمَةً) فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟
قَالَ: «ائْتِنِي بِهَا».
فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ لَهَا: «أَيْنَ اللهُ؟».
قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ.
قَالَ: «مَنْ أَنَا؟».
قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ.
قَالَ: «أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ».
وبناء على ذلك:
فَالجَوَابُ على السُّؤَالِ إِذَا كَانَ بِآيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ تعالى، أَو بِحَدِيثٍ مِنْ أَحَادِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يَتَعَلَّقُ بِالمَوْضُوعِ فَهُوَ جَوَابٌ صَحِيحٌ.
فَنَحْنُ لَا نَقُولُ إِلَّا مَا قَالَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ العَظِيمِ عَنْ ذَاتِهِ العَلِيَّةِ، بِدُونِ تَأْوِيلٍ وَلَا تَشْبِيهٍ وَلَا تَمْثِيلٍ وَلَا تَعْطِيلٍ وَلَا تَكْيِيفٍ، وَنَقُولُ: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.
فَاللهُ تعالى لَا يَحُدُّهُ زَمَانٌ وَلَا مَكَانٌ، فَهُوَ الخَالِقُ للزَّمَانِ وَالمَكَانِ، فَأَيْنَ اللهُ قَبْلَ خَلْقِ العَرْشِ؟ وَمَاذَا حَصَلَ بَعْدَ خَلْقِ العَرْشِ؟ هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |