السؤال :
ما هو حكم إنزال المني باليد؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8
 2007-05-02

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَحْرُمُ الاسْتِمْنَاءُ بِاليَدِ، وَفِيهِ التَّعْزِيرُ ـ أَيْ: أَنَّ الحَاكِمَ يُعَاقِبُ الفَاعِلَ عُقُوبَةً هُوَ يُقَدِّرُهَا ـ وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾.

فَلَمْ يُبِحِ الاسْتِمْتَاعَ إِلَّا بِالزَّوْجَةِ وَالأَمَةِ، فَمَنْ تَعَدَّى ذَلِكَ فَقَدْ تَعَدَّى حُكْمُ اللهِ تعالى.

وَقَدْ بَالَغَ السَّلَفُ الصَّالِحُ في التَّحْذِيرِ مِنْهُ، فَعَنْ عَطَاءٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ قَوْمَاً يُحْشَرُونَ وَأَيْدِيهِمْ حُبَالَى، فَأَظُنُّهُمْ هَؤُلَاءِ ـ أي الذي يُنْزِلُ مَنِيَّهُ بِيَدِهِ ـ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَذَّبَ اللهُ أُمَّةً كَانُوا يَعْبَثُونَ بِمَذَاكِيرِهِمْ.

فَالاسْتِمْنَاءُ بِاليَدِ يَضُرُّ بِالبَدَنِ، كَمَا ثَبَتَ هَذَا بِالطِّبِّ الحَدِيثِ، وَيَضُرُّ بِالفِكْرِ أَضْرَارَاً جَمَّةً، وَيَهْوِي بِالحَيَوِيَّةِ في مَكَانٍ سَحِيقٍ، فَتَرْكُهُ فَرْضٌ شَرْعِيٌّ، وَفِعْلُهُ حَرَامٌ يَسْتَحِقُّ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ التَّعْزِيرَ في الدُّنْيَا، وَالعُقُوبَةَ بِالنَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ، إِلَّا أَنْ يَعْفُوَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَغْفِرُ.

وَأَقُولُ للشَّبَابِ حَفِظَهُمُ اللهُ تعالى وَإِيَّانَا: الْزَمُوا الصَّبْرَ وَالمُصَابَرَةَ، وَاسْتعِفُّوا حَتَّى يُغْنِيَكُمُ اللهُ بِالنِّكَاحِ الشَّرْعِيِّ، قَالَ تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾. وَطَرِيقُ الاسْتِعْفَافِ هُوَ الابْتِعَادُ عَنِ النِّسَاءِ، وَعَنِ النَّظَرِ إلى أَجْهِزَةِ الإِعْلَامِ، وَعَنِ النَّظَرِ إلى الوِلْدَانِ، وَالحَدِيثِ عَنِ النِّسَاءِ وَالشَّهَوَاتِ، وَعَنِ الصُّحُفِ وَالمَجَلَّاتِ التي تَنْشُرُ صُوَرَ النِّسَاءِ، وَعَنْ صُحْبَةِ الفُسَّاقِ الفُجَّارِ الذينَ يَتَتَبَّعُونَ الشَّهَوَاتِ وَيُرِيدُونَ مِنْكُمْ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلَاً عَظِيمَاً.

ثُمَّ أَقُولُ: اسْتَحْضِرُوا عَظَمَةَ اللهِ تعالى وَالخَوْفَ مِنْهُ في خَلَوَاتِكُمْ، وَتَذَكَّرُوا بِأَنَّهُ قَدْ يَنْتَهِي أَجَلُ أَحَدِكُمْ وَهُوَ في هَذِهِ المَعْصِيَةِ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى، وَأَكْثِرُوا مِنَ الدُّعَاءِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهُوَ خَيْرُ عِلَاجٍ لِدَائِنَا.

نَسْأَلُ اللهَ الحِفْظَ لَنَا وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسْلِمِينَ. آمين آمين آمين. هذا، والله تعالى أعلم.